من أسرار الكلمات
فروق بين هذه الكلمات من ثراء لغتنا العربية الجميلة أن مفرداتها تستقل بمعاني خاصة بها ، لا يناسب وضع غيرها محلها والعربي الفصيح والمتكلم البليغ يراعي كل حالة ، وكل معنى ويعطيه حقه ولفظه هذه بعض الأمثلة على مفردات مترادفة ، لكنها في الحقيقة ذات فروق دقيقة
* الطلب والســـؤال *
السؤال لا يكون إلا كلاما
الطلب يكون بالكلام والسعي وغيره
مثال : هارب تلحقه جماعة أمنية تبحث عنه ، فيقال جد الطلب خلفه
* أفل وغاب *
الأفول أن يغيب شيء خلف شيء
ولهذا يقال أفل النجم لأنه يغيب وراء جهة الأرض
ويقال غاب لكل ما يغيب سواء وراء شيء أم لا
* الطهارة والنظافة *
الطهارة تكون في الخلقة والمعاني ، وتعني منافاة العيب
يقال فلان طاهر الأخلاق ، ويقال المؤمن طاهر
النظافة تكون في الخَلق واللباس ، وتعني منافاة الدنس
فلا يقال نظيف الخلق
* الميل والميد *
الميل يكون في جانب واحد
الميد هو أن يميل مرة إلى اليمين ، ومرة إلى اليسار
قال تعالى : وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم . أي لكيلا تضطرب يمينا وشمالا
* الشـح والبخل *
الشـح هو الحرص على منع الخير وإن لم يكن يخسر به شيئا
البخل منع الحق
* البأساء والضراء *
البأساء ضرر معه خوف
الضراء هي ضرر عادي
* الظعن والرحيل *
الظعن هو الرحيل في الهوادج ، فهو حالة خاصة منه
الإعانة والتقوية
(الفرق) بين “الإعانة” و”التقوية”:
أن التقوية من الله تعالى للعبد هي إقداره على كثرة المقدور
ومن العبد للعبد إعطاؤه المال وإمداده بالرجال
وهي أبلغ من الإعانة، ألا ترى أنه يقال: أعانه بدرهم، ولا يقال: قواه بدرهم، وإنما يقال قواه بالأموال والرجال
وقال علي بن عيسى: التقوية تكون على صناعة، والنصرة لا تكون إلا في منازعة
“الحاكم” و”الحَكَم”
(الفرق) بين “الحاكم” و”الحكم”:
أن الحكم يقتضي أنه أهل لأن يتحاكم إليه
والحاكم الذي من شأنه أن يحكم
فالصفة بالحكم أمدح، فقد يحكم الحاكم بغير الصواب، فأما من يستحق الصفة بحَكم فلا يحكم الا بالصواب لانه صفة تعظيم ومدح